الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية رسالة مفتوحة ثانية إلى رئيس الجمهورية . .

نشر في  16 نوفمبر 2019  (18:24)

بقلم: المربي عبد السلام بن عامر

توضيحان من البداية:

- الأول: إن ما يشجعني على توجيه سلسلة رسائل إلى رئيس الجمهورية هو عودة الأمل في أن تجد أفكار المواطنين آذانا صاغية لدى هرم السلطة.. وموضوع رسالتي اليوم هو وضع الإصبع على واحد من أهم أسباب الضعف الفادح في اللغة العربية بمؤسساتنا التعليمية..اللغة العربية التي من أسباب حب الناس للسيد قيس سعيد التزامه التكلم بها..

- الثاني: أنصح غير المهتمين بالمسائل اللغوية بعدم إضاعة وقتهم في قراءة هذه الرسالة..

أقول بداية إن مواصلة العمل بنفس المنظومة التعليمية بعد انتفاضة أواخر 2010 - بداية 2011 إلى اليوم هي بالضبط كمواصلة تغذية مسمّم في غرفة الإنعاش بنفس الغذاء الذي كان سببا في تسممه..

1 - من المهم أن يعرف التلميذ المبتدآ (دواء المصيبة) في "دواءُ المصيبة الصبرُ عليها" لكن ما الجدوى من أن يعرف أن هذا المبتدآ مركب إضافي؟

2 - وما الفائدة من معرفة كون اسم الناسخ (الأكثر خبرة) مركبا تمييزيا في "إن الأكثر خبرةً فاز في النهاية"؟

3 - وما الفائدة من أن يعرف أن الخبر(قلبه دليله) في "المؤمنُ قلبُه دليلُه" مركب إسنادي اسمي؟

4 - وفي ماذا يفيده في الكتابة والقراءة معرفته لكون الفاعل (المواظبُ على دروسه) مركبا شبه إسنادي قائما على اسم الفاعل في "نجح المواظبُ على دروسه؟

5 - باختصار، في ماذا يفيد التلميذ ليحسن القراءة والكتابة :

- معرفة كون نائب الفاعل (اللتان نجحتا) مركبا موصوليا في "هُنّئت اللتان نجحتا"؟

- معرفة كون المفعول به (أنك من الناجحين) مركبا إسناديا اسميا في "أعتقد أنك من الناجحين"؟

- معرفة كون المفعول به الأول ( المتّهَم بالفساد) مركبا شبه إسنادي قائما على اسم المفعول في " ترك القاضي المتهَم بالفساد في حالة سراح"؟

- معرفة كون المفعول به الثاني (إشهارا لبضاعة) مركبا شبه إسنادي قائما على المصدر في ""حسبته إشهارا لبضاعة"؟

- معرفة كون المفعول فيه للمكان (هنا أو هناك) مركبا بالعطف في "اِجلس هنا أو هناك"؟

- معرفة كون المفعول فيه للزمان ( في ساعة) مركبا بالجرّ في "أنهت عملها في ساعة"؟

- معرفة كون المفعول المطلق (هذا التعب) مركبا بدليا في "أتـتعب هذا التعب ولا تتغذّى جيدا؟!"؟

- معرفة كون التمييز (عسلا مصفّى) مركبا نعتيا في "هذا الوعاء مملوء عسلا مصفّى"؟ ........ مهمّ جدا التمييز بين مختلف تلك الوظائف ( المبتدأ - اسم الناسخ - الخبر - الفاعل - نائب الفاعل - المفعول به - المفعول به الأول - المفعول به الثاني - المفعول فيه للمكان - المفعول فيه للزمان - المفعول المطلق - التمييز) لأن ذلك ضروري لفهم مضامين الجمل.. وشكل الكلمات..لكن ما الفائدة من أن يكون الخبر هذا المركّب أو ذاك في مرحلة متقدمة من مراحل التعليم؟

إن هذا الذي لا يدركه بعد القائمون على الشأن التعليمي في بلادنا أدرك مثله منذ قرون ذلك الخليفة الذي أظهر أحدهم براعته أمامه في تمرير مائة إبرة رشقا بيده اليمنى من ثقب إبرة في يده اليسرى.. فأمر له بمائة دينارومـــائـــة جـــلـــدة.. مائة دينار لأنه مَهَرَ في ما فعل.. ومائة جلدة لأنه مَهَرَ في شيء لا فائدة منه..

===========

ملاحظة: في انتظار أن يثوب القوم إلى رشدهم ويُعفوا الأطفال من "طزينة" مركبات لا ذرة فائدة منها للقراءة والكتابة، ألّفت كتابا سميته "المنجد في التحليل النحوي - صندقة 200 جملة تتضمن مختلف الوظائف والأنواع"، خصيصا لمساعدة الأطفال على مواجهة هذه المشاكل المفتعلة.

وأزعم أني الوحيد الذي فعل ذلك.. ولما قدمه الناشر لوزارة الثقافة رفضته بتعلة تتعلق بشكل الكتاب دون أدنى اهتمام بمضمونه (الذي أزعم مجددا) أنه فريد من نوعه.